فلسطين أون لاين

تناشد أسرته الإسراع بتسفيره للعلاج في الخارج

الشاب الغوطي.. مضاعفات صحية خطيرة تهدد حياته وأمل في وقف إطلاق النار

...
خان يونس - فاطمة حمدان

 

مع اقتراب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ غدًا الأحد، تأمل عائلة الشاب أحمد الغوطي أن يحمل هذا الاتفاق بارقة أمل تسهم في تسهيل سفره لتلقي العلاج في الخارج، بعدما باتت حياته مهددة بسبب مضاعفات صحية خطيرة تفاقمت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

الغوطي، المصاب بالفشل الكلوي، يعاني من تدهور صحي متسارع بسبب الانقطاع المتكرر لجلسات الغسيل الكلوي أثناء الحرب. ورغم وجود تحويلات طبية عاجلة تسمح له بالعلاج خارج القطاع، فإن إغلاق معبر رفح حال دون مغادرته لتلقي الرعاية اللازمة.

تزوج الغوطي بالشابة إيمان أبو تبانة قبل الحرب بشهرين فقط، في قصة تحدٍ ألهمت الكثيرين، حيث جمعهما المصير ذاته كمرضى فشل كلوي. لكن الحرب قلبت حياتهما رأسًا على عقب، وحولت مرضهما المزمن إلى معاناة يومية.

تقول إيمان لصحيفة "فلسطين": "قبل الحرب، كان المرض تحت السيطرة، لكن الانقطاع في جلسات الغسيل الكلوي خلال الحرب جعل صحته تتدهور بشكل مخيف".

ومع نزوح الأسرة من رفح إلى دير البلح هربًا من القصف، ثم انتقالها لاحقًا إلى خانيونس للإقامة في خيمة غير ملائمة، ازدادت معاناة أحمد.

تضيف زوجته: "تم اكتشاف كتلة في صدره خلال النزوح، لكن مستشفيات غزة لم تستطع إجراء عملية أخذ خزعة لتحديد طبيعتها. كما اكتشف الأطباء لاحقًا أنه يعاني من فرط نشاط الغدة الجار درقية وانسداد في صمامات القلب، وكل ذلك يتطلب علاجًا عاجلًا في الخارج".

ورغم صدور تحويلتين طبيتين للسفر منذ أشهر، لم يتمكن الغوطي من مغادرة القطاع بسبب استمرار إغلاق المعابر.
ومع تفاقم حالته، أصيب بجلطة في القلب أدت إلى "غرغرينا" في قدمه اليسرى، اضطر الأطباء إلى بترها الأسبوع الماضي. وتقول زوجته بأسى: "الآن قدمه اليمنى بدأت تظهر نفس الأعراض، والأطباء يحاولون إنقاذها من المصير ذاته".

في ظل هذه الظروف، ترى إيمان في اتفاق وقف إطلاق النار فرصة لإنقاذ حياة زوجها. تقول: "نأمل أن يكون وقف إطلاق النار خطوة لفتح معبر رفح وإتاحة الفرصة للسفر. وضع أحمد لا يحتمل التأجيل، ونحن عاجزون عن توفير احتياجاته الأساسية في ظل أوضاعنا المعيشية الصعبة".

وتضيف: "نسبة الدم لدى أحمد منخفضة للغاية، ولا نملك تكاليف التغذية الصحية التي يحتاجها. حتى المواصلات للمستشفى الأوروبي في كل مرة تكلفنا سبعين شيقلًا، وهو مبلغ يفوق قدرتنا".

تختم إيمان برسالة مؤثرة: "بعد الحرب، ما زلنا نحلم بفرصة علاج تنقذ حياة أحمد. أتمنى أن يكون وقف إطلاق النار بابًا يفتح لنا الأمل بالسفر لتلقي العلاج قبل أن يفقد أحمد المزيد".

مع انتظار بدء تنفيذ وقف إطلاق النار غدًا، يأمل الغزيون أن يسهم الاتفاق في تخفيف معاناتهم، وفتح الأبواب أمام المرضى للعلاج، كالشاب أحمد الغوطي، الذي يجسد قصته واحدة من آلاف المآسي التي تحتاج إلى استجابة إنسانية عاجلة.

المصدر / فلسطين أون لاين
OSZAR »