قلّل الإعلام العبري من أهمية ما يتم تداوله في الإعلام العبري والعربي بشأن خطة "عربات جدعون" المزعومة لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، معتبرًا أن "الضجة الإعلامية تفوق بكثير القيمة الفعلية للخطة".
وأوضح مراسل القناة 12 الإسرائيلية في تقرير تحليلي نُشر اليوم الاثنين، أن الخطة لا تتضمن أي تحول جوهري في سير الحرب، سواء من حيث السيطرة الميدانية أو التأثير العسكري على فصائل المقاومة، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يسيطر بالفعل منذ أشهر على أكثر من 30% من أراضي القطاع، بما في ذلك محاور ذات طابع استراتيجي كـ"محور فيلادلفيا"، دون أن يؤدي ذلك إلى تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب، وعلى رأسها إسقاط حركة حماس أو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وأضاف أن تنفيذ الخطة الجديدة لن يكون وشيكًا، بل يُرجّح تأجيلها إلى ما بعد زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي قد تستغرق أسبوعًا أو أكثر.
كما أشار إلى وجود تقديرات داخل إسرائيل تُعوّل على إمكانية إحداث هذه الزيارة خرقًا في مفاوضات التهدئة المتعثرة، رغم أن جلسة المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت) الأخيرة استبعدت تحقق هذا السيناريو.
وختم المراسل تحليله بالإشارة إلى أن كثيرًا مما يُنشر حول "عمليات مرتقبة" في رفح أو غيرها، يندرج في سياق الضغوط الإعلامية والتكتيك النفسي أكثر منه ضمن واقع ميداني قابل للتنفيذ الفوري.
وفي السياق، قالت هيئة البث العبرية، الاثنين، إن "تل أبيب" أرجأت تنفيذ عملية "عربات جدعون" التي تهدف لاحتلال كامل غزة، إلى ما بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى المنطقة منتصف مايو/ أيار الجاري.
ومساء الأحد، أقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، الخطة التي وضعها رئيس أركان الجيش إيال زامير، لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة لتشمل احتلال كامل القطاع.
ووفق الهيئة، أطلقت إسرائيل على العملية اسم "عربات جدعون"، ولكنها أرجأت تنفيذها إلى ما بعد زيارة ترامب إلى المنطقة منتصف مايو/ أيار الجاري.
وحسب المعلن حتى اليوم، لا تشمل زيارة ترامب إلى المنطقة إسرائيل، وإنما تضم السعودية وقطر والإمارات.
وشرعت الحكومة الإسرائيلية بالإعداد للعملية من خلال استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأحد: "خلال الأيام القليلة الماضية تلقى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط إخطارات من قادتهم وطُلب منهم الاستعداد لذلك".
وتسمى العملية بالعبرية "ميركافوت جدعون" وتعني "عربات جدعون" التي تحمل دلالات دينية وتاريخية وعسكرية، حيث أطلقت إسرائيل على إحدى عملياتها في "نكبة 1948" اسم "عملية جدعون" والتي هدفت إلى السيطرة على منطقة بيسان الفلسطينية وطرد سكانها.
وإطلاق اسم "عربات جدعون" على عملية توسيع الحرب في غزة، يشير إلى طابع الاحتلال المزمع تنفيذه في القطاع ضمن الخطة الإسرائيلية.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
وأشار المسؤول الأمني إلى أن "نشر القوات قبل بدء المناورة سيتيح "فرصة" حتى انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، لتنفيذ صفقة رهائن وفق "نموذج المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف".
وقال: "في حال التوصل إلى اتفاق، ستسعى إسرائيل إلى الاحتفاظ بالأراضي التي تم تطهيرها وإضافتها إلى المنطقة الأمنية".
وأضاف: "في أي ترتيب مؤقت أو دائم فإن إسرائيل لن تخلي الشريط الأمني حول غزة والذي يهدف إلى حماية المجتمعات (الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة) ومنع تهريب الأسلحة إلى حماس".
وتابع: "إذا لم يتم التوصل إلى صفقة الرهائن فإن عملية "عربات جدعون" ستبدأ بقوة كبيرة ولن تتوقف حتى تحقيق كافة أهدافها".
وأشارت الهيئة إلى أن "من بين أهداف العملية أيضا خطة الانتقال الطوعي لسكان غزة، وخاصة السكان الذين سيتم تركيزهم في الجنوب خارج سيطرة حماس".
ومطلع مارس/ آذار انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 171 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.