رأى الكاتب الإسرائيلي بن درور يميني أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أضاع على إسرائيل فرصة استراتيجية نادرة لتحقيق اختراق تاريخي في العلاقات مع السعودية، بسبب تمسكه بتحالفه اليميني المتشدد، ما أدى إلى بقاء إسرائيل معزولة إقليميًا، رغم الجهود الأمريكية الحثيثة.
وبحسب ما ورد في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن التطبيع مع السعودية كان من شأنه توجيه ضربة قاسية لـ"محور الرفض" الذي تقوده إيران، ويضعف جماعات مثل حزب الله وحماس. وقد عبّر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صراحة عن التقدم نحو السلام، قبل أيام فقط من الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، الذي رأى فيه يميني محاولة لإجهاض جهود التطبيع.
الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد آنذاك أن الهدف من الهجوم كان تقويض الاتفاق الإقليمي المرتقب، بينما واصلت واشنطن مساعيها لإتمام ما أُطلق عليه "الصفقة الكبرى"، لكن دون تجاوب حقيقي من حكومة نتنياهو، التي لم تُبدِ حتى الحد الأدنى من النية الطيبة.
السعودية بدورها، وعلى الرغم من الغضب الإقليمي من الحرب على غزة، رفضت ضغوط إيران والجزائر لقطع العلاقات أو وقف مسار التطبيع، وأظهر ابن سلمان موقفًا مغايرًا في قمة الرياض.
يميني أشار إلى أن الذريعة التي يستخدمها نتنياهو لإفشال التطبيع، والمتمثلة بمطلب الاعتراف بدولة فلسطينية، "مجرد حجة للاستهلاك الإعلامي"، مؤكدًا أن دولًا مثل السعودية والأردن لا تريد فعليًا قيام دولة فلسطينية تخضع لهيمنة الإخوان المسلمين.
وأكد الكاتب أن ما يخشاه نتنياهو ليس إعلانًا سياسيًا، بل تفكك ائتلافه، وهو ما يدفعه للتضحية بالمصلحة القومية من أجل البقاء السياسي.
وأضاف أن المسؤولية عن إفشال الصفقة الإقليمية لا تقع على ترامب أو بايدن، بل على نتنياهو وحده، الذي "يمنح إيران وحماس بالضبط ما تريدانه: إسرائيل معزولة، وغارقة في مستنقع غزة".