فلسطين أون لاين

غزة تنهار صحياً.. والمرحلة الخامسة من المجاعة تُهدد حياة السكان

...
غزة تنهار صحياً.. والمرحلة الخامسة من المجاعة تُهدد حياة السكان
متابعة/ فلسطين أون لاين

حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة من كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الطبية ونفاد الموارد الأساسية، وعلى رأسها وحدات الدم المنقذة للحياة، وذلك بالتزامن مع تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي الدموي على مختلف مناطق القطاع.

وقال خليل الدقران، المتحدث باسم الوزارة، إن مستشفيات غزة تعاني نقصًا حادًا وخطيرًا في كميات الدم، نتيجة عدم توفرها وعجز السكان عن التبرع، بسبب انتشار فقر الدم الناتج عن سوء التغذية.

وأوضح الدقران أن القطاع دخل رسميًا المرحلة الخامسة من سوء التغذية، وهي المرحلة الأشد خطورة وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، مشيرًا إلى أن آثار المجاعة باتت واضحة على أجساد المواطنين، وتؤثر على وظائفهم الحيوية بشكل مباشر.

في السياق نفسه، أكد أن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعًا حادًا في أعداد الشهداء والمصابين، نتيجة تكثيف الهجمات الإسرائيلية واستهداف الأحياء السكنية والبنى التحتية، ما فاقم الضغط على مستشفيات شبه معطلة.

وكشف المتحدث أن 85% من البنية الصحية في القطاع خرجت عن الخدمة بالكامل، ما أدى إلى فقدان السيطرة على النظام الطبي، وحصر قدرة المستشفيات في تقديم الحد الأدنى من الرعاية، خاصة للحالات الحرجة التي تتزايد يوميًا.

وقال الدقران: "ما يحدث يفوق وصفه بالإبادة الجماعية. نتعامل يوميًا مع موجات من المصابين في حالات حرجة للغاية، دون الحد الأدنى من الإمكانيات اللازمة لإنقاذهم".

ودعت وزارة الصحة الجهات الدولية والإنسانية إلى التحرك العاجل والفوري لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي، وضمان دخول المساعدات الطبية والإنسانية، بما في ذلك أكياس الدم، قبل فوات الأوان.

وفي وقت سابق، أكدّ د. محمد أبو سلمية رئيس مستشفى الشفاء بمدينة غزة؛ أن القطاع الصحي في القطاع يفقد السيطرة تماما؛ نتيجة الارتفاع الكبير في حجم الاستهداف الإسرائيلي في القطاع.

وأوضح، أن القطاع الصحي تحديدا في مدينة غزة ومحافظة الشمال؛ يتعامل بحد طاقة أقل من 15% مما كان عليه قبل العدوان؛ إذ أن الاحتلال أفقد المنظومة الصحية 85% من طاقتها؛ وجعلها خارج الخدمة؛ نظرا لاستهدافها المتكرر.

وبيَّن أنّ المستشفيات في غزة؛ عاجزة عن التعامل مع الحجم الكبير من الإصابات؛ خاصة في ظل افتقارها للأسرّة في القطاع؛ إذ أن ما يتوفر اليوم لا يتعدى 1980 سريرا من أصل ما يقارب من 3412 سريرا كان يتوفر في المشافي الحكومية والأهلية بالقطاع.

وأشار، إلى أن أقسام العناية المركزة تعاني من ضغط هائل، حيث إن غالبية الحالات الواردة تحتاج إلى عناية مركزة، بينما لا يتجاوز عدد الأسرة المتاحة حاليًا 127 سريرًا، أي أقل من نصف العدد السابق، رغم تضاعف أعداد المصابين.

وذكر أن هذا كله يلقي بكاهله على النظام الصحي الذي يعيش بوضع كارثي؛ ونستطيع القول أنه "يحتضر" أمام حجم الجرائم والاستهداف اللحظي التي تقوم به قوات الاحتلال ضد الأهداف والمنشآت المدنية ومناطق النزوح التي يتواجد بها المدنيون.

وفي تصريح سابق، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة د. منير البرش، إنّ القطاع يشهد أبشع مجازر التطهير العرقي ما أسفر عن 250 شهيدا خلال 36 ساعة.

وأوضح البرش، أنّ أكثر من 150 مصابا وصلوا إلى مستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي، مؤكدًا أنّ هناك استهداف ممنهج من الاحتلال للمستشفيات، ومحاولة واضحة لإخراجها عن الخدمة، ومضاعفة الأزمة الطبية والإنسانية في القطاع، جرّاء المجازر المتواصلة والارتفاع الملحوظ في عدد المصابين.

وأشار إلى أنّ الاحتلال يستخدم أسلحة حديثة ومحرمة دوليًا في استهداف المنشآت المدنية في قطاع غزة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة بالقصف الجوي والبري، لليوم الـ587 على التوالي، مرتكبًا مجازر دامية بحق المواطنين، راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى.

وشهد قطاع غزة خلال الساعات الماضية مجازر مروعة راح ضحيتها أكثر من 250 شهيداً، جلهم من الأطفال والنساء، حيث أكد الدفاع المدني أن المجازر تركزت في شمال القطاع، ولم تستطع طواقم الاسعاف من انتشال عشرات الشهداء تحت الركام.

 

OSZAR »